ابن عراق عقيد
المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 13/08/2008
| موضوع: شواطئ اللغة العربية الخميس أغسطس 28, 2008 12:29 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
إن لغتنا العربية هي ركن ثابت من أركان شخصيتنا , ويحق لنا أن نفتخر بها , ونعتز بها و يجب علينا أن نذود عنها و نوليها عناية فائقة . و يتمثل واجبنا نحوها في المحافظة على سلامتها و تخليصها مما قد يشوبها من اللحن و العجمة وعلينا أن لا ننظر إليها بوصفها مجموعة من الأصوات و جملة من الألفاظ والتراكيب بل يتعين علينا أن نعتبرها كائناً حياً , فنؤمن بقوتها وغزارتها و مرونتها وقدرتها على مسايرة التقدم في شتى المجالات .
تعريف اللغة لقد اختلف العلماء في تعريف اللغة و مفهومها , وليس هناك اتفاق شامل على مفهوم محدد لللغة و يرجع سبب كثرة التعريفات و تعددها إلى ارتباط اللغة بكثير من العلوم . أول من عرف باللغة أبو الفتح عثمان بن جني في كتابه ( الخصائص ) , و هذا التعريف لللغة يبدو أكثر إحاطة من بعض التعريفات العصرية , يقول ابن جني في تعريفه للغة ( أما حدٌّها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ) . ويعرف الدكتور تمام حسان اللغة بأنها منظمة عرفية للرمز ‘إلى نشاط المجتمع .
خصائص اللغة العربية إذا أردنا أن نبني حديثنا عن خصائص اللغة العربية عل أسس و قواعد علمية يمكن أن ننظر إلى المسألة من زوايا ثلاث : أولاً : البناء الداخلي. ثانياً : خصائص تتعلق بالجانب التراثي المعرفي و الروحي . ثالثاً : خصائص شعرية إيحائية .
أولاً : البناء الداخلي:
بما في ذلك القواعد و الأصول التي تنهض عليها اللغة من الناحية النحويةأو الصرفية أو الصوتية أو البلاغية أو المعجمية أو ما يتعلق بفقه اللغة وعلومها . مبدأ الاعتدال : الذي بنيت عليه اللغة العربية , فأكثر كلماتها وضعت على ثلاثة أحرف , وقليل منها أصله رباعي أو خماسي لكيلا يطول النطق و يعسر , فلم يكثروا من الألفاظالثنائية خشية تتابع عدة كلمات في العبارة الواحدة فيضعف متن الكلام و يحدث فيه مايشبه التقطع لتوالي الألفاظ المكونة من حرفين , و قد خرجت بعض اللغات عن الأخرى عنالاعتدال _ كما يقول الباقلاني _ يتكرر في بعض الألسنة الحرف الواحد في الكلمةالواحدة , و الكلمات المختلفة كثيراً نحو تكرر حرفي الطاء و السين في اللغةاليونانية , و الحروف الكثيرة في تسمية الشيء الواحد في لغة الترك . و قد شهد للغة العربية الكثير من الدارسين والمستشرقين و الأجانب و حتى الكارهين أمثال ارنست رينان في كتابه ( تاريخ اللغاتالسامية ) ووصفها قائلا : ( تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ورقةمعانيها و حسن نظامها , ظهرت كاملة من غير تدرج ) و قال عنها المطران يوسف داوودالموصلي : ( أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعد المنطق عباراتها سلسة طبيعية ). و في حديث للمستشرق ماسينون عام 1949 تحدث عن تركيباللغات المختلفة فأوضح أن العربية تفضل العبرية و السريانية لقدرتها على الجمع بينخصائص السامية , و الميزات الخاصة التي تتمثل في سعةمدارجها الصوتية من أقصى الحلق إلى ما بعد الشفتين , مما أدى إلى انسجام صوتي معتوازن و ثبات بالاضافة إلى الرابطة القوية بين ألفاظها , و لكل صوت من اللغةالعربية صفة و مخرج و إيحاءو دلالة و معنى داخل وإشعاع و صدى و إيقاع . و من خصائص اللغة العربيةاتساع معجمها فالمعنى الواحد وضعت له ألفاظ متعددة لتكثير وسائل التفاهم و حتى يجدالمتكلم سهولة و عدم توقف أثناء الخطاب فإذا غاب عنه لفظ كان بوسعه أن يأتي بمرادفهو إذا كان لا يستطيع النطق بكلمة كالألثغ لجأ إلى كلمة مرادفه لها كما فعل واصل بنعطاء الذي لم يكن يحسن النطق بالراء فألقى خطبة بكاملها بدون أن يلجأ إلى الكلماتالتي تحتوي على حرف الراء , وقد أدى وجود ظاهرةالترادف في اللغة العربية إلى عصمة الخطباء و الكتاب من التكرار مثال ذلك قولمعاوية من لم يكن من بين عبد المطلب جواداً فهو دخيل , و من لم يكن من بني الزبيرشجاعا فهو لزيق , و من لم يكن من ولد المغيرة تيّاها فهو سنيد ) فلم يكرر كلمة دخيلو استعاض عنها بكلمتين مترادفتين .
و للغةالعربية طريقة عجيبة في التوليد جعلت آخر هذه اللغة متصلاً بأولها في نسيج ملتحم منغير أن تذهب معالمها بعكس اللغات الأوروبية , ففي اللغة العربية نشتق المكتبة ( اسمالمكان ) من الكتاب و الكتابة بينما لا علاقة بين (book ) التي تعني كتاب في اللغةالإنجليزية و بين ( library ) التي تعني مكتبة .
و من خصائص اللغة العربية أن الكلمة الواحدة فيها تحتفظ بدلالاتهاالمجازية و الواقعية دون التباس بين المعنيين .
ولقد انفردت اللغة العربية بفن من النظم الشعري _ كما يقول العقاد _ لم تتوافرشرائطه و أدواته , و كلمة ( الشعر ) في اللغة العربية مع تحريفاتها الكثيرة ترجع فياللغات السامية إلى أصلها العربي كما يروي الثقاة من اللغويين المحدثين فكلمة ( شيرو) في الأكدية القديمة و (شير) في العبرية , و ( شور ) في الآرمية كلها ترتبط بمعني الإنشاد و الترنم الذي يشير إلى ( الشعر ) و هيكلمة عربية الأصل . و كذلك اللغة العربية لغة مجاز , و المجاز كما هو معروف الخاصية الأولى للغة الشعر و ليس المجاز ما يشغل ذهن المتكلمإذ سرعان ما ينتقل المتلقي بذهنه إلى المعنى الأصلي , فمثلا لو قال شخص عن آخر أنه ( أسد ) فسوف يفهم السامع مباشرة أن المقصود من ذلك هو الشجاعة . ولو لاحظنا اللغة العربية لوجدنا أنه يكثر فيها اقتران المعاني الحسيةبالمعاني المجردة و انتقال المفردة من معنى إلى آخر لا بلغي المعنى السابق لذلك فإنلغتنا العربية لا تحتاج إلى التسلسل التاريخي في وضع معاجمها الحديثة لان معانيهافي الغالب لا تهجر بل تستخدم كلها وفقاً لسياقاتها المتنوعة . للحديث بقية | |
|
ابن عراق عقيد
المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 13/08/2008
| موضوع: رد: شواطئ اللغة العربية الخميس أغسطس 28, 2008 12:31 pm | |
| أ ) ظاهرة الترادف : و تعني ما اختلف لفظه و اتفق معناه حيث تطلق عدة كلمات على مدلول واحد , و قد كان للعلماء الباحثين في هذه المسألة مواقف متباينة فمنهم من أثبت وجود الترادف دون قيود و هم الأكثرية , و هناك من أنكر و جود هذه الظاهرة إنكاراً تاما ً موضحا ً أن هناك فروقاً ملموسة في المعنى , و هناك فريق ثالث أثبت الترادف لكنه قيده بشروط أقرب ما تكون إلى إنكاره . ب ) المشترك : و هو اللفظ الواحد له أثر من معنى , و هو قليل جداً في اللغة , و مثال ذلك العين التي هي في الأصل عضو الإبصار , فلأن الدمع يجري منها كما يجري الماء , أو لمعانها و ما يحف بها من أهداب تشبه عين الماء التي تحف بها الأشجار , و العين من أعيان الناس و هم وجهاؤهم , لقيمتهم في المجتمع التي تشبه قيمة العين في الأعضاء , و العين بمعنى الإصابة بالحسد لأن العين هي المتسببة في هذه الإصابة....و ما إلى ذلك من معان .
ج ) التضاد : و هو ضرب من ضروب الاشتراك إذ يطلق اللفظ على المعنى و نقيضه مثال ذلك : الأزر : القوة و الضعف , السبل : الحلال و الحرام , الحميم : الماء البارد و الحار , المولى : السيد و العبد , الرس : الإصلاح و الفساد ....الخ.
د ) الاشتقاق : و هو من أكثر روافد اللغة و توسعها أهمية , و من أبرز خصائص اللغة العربية و يدور معنى الاشتقاق في اللغة حول المعني الرئيسية التالية : الدلالة الحسية : أخذ الشيء و هو نصفه . الدلالة المعنوية : الخصومة و الأخذ في الكلام . الدلالة الصرفية : اشتق الحرف من الحروف أي أخذه منه .
هـ) التعريب و التوليد: المعرب : و هو لفظ استعاره العرب القدامى في عصر الاحتجاج باللغة من أمة أخرى , و استعملوه في لسانهم مثل : السندس , الزنجبيل , الإبريق و ما إلى ذلك المولّد : و هو لفظ عربي البناء أعطي في اللغة الحديثة معنى مختلفاً عما كان العرب يعرفونه , مثل : الجريدة , المجلة , السيارة , الطيارة .... الخ .
و ) النحـت : و يعرف بأنه انتزاع كلمة جديدة من كلمتين أو أكثر تدل على معنى ما انتزعت منه كالبسملة من قولنا ( بسم الله الرحمن الرحيم ) , أو حر فين مثل إنما) من إن و ما .....الخ.
ز ) تلخيص أصوات الطبيعة : من وسائل زيادة الثروة اللغوية في اللغة العربية تلخيص أصوات الطبيعة و محاكاتها و في اللغة العربية ألفاظ كثيرة دالة على أصوات الحيوانات و ضوضاء الأشياء و هناك ألفاظ دالة على النطق و الكلام مثل تعتع أي ( تردد في الكلام ) .
ح ) انتقال المفردة من المحسوس : و هذا الانتقال أثر في الفكر و بروز الحاجة إلى التعبير عن المعقولات و المجردات , من ذلك : الاقتباس : اصلها المادي قبس من النار ثم نقل المعنى إلى الأخذ من العلم والكلام و هو معنى معنوي . التشاجر : اصلها في الدلالة المادية تداخل الشجر و تشابكه ثم انتقل إلى الدلالة المعنوية ( المخاصمة ) .
| |
|
ابن عراق عقيد
المساهمات : 93 تاريخ التسجيل : 13/08/2008
| موضوع: اللغة العربية ... الخميس أغسطس 28, 2008 12:33 pm | |
| اللغة العربية ... سيدة اللغات و أفضلها على الإطلاق , و يكفي أنها كما قلت لغة القرآن الكريم و بها نطق سيد بني آدم حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم .
هنا قصيدة حافظ إبراهيم عنها و هي تشكونا :
رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِــي ... وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَنــي ... عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي وَلَدتُ ولمَّا لـم أجِــدْ لعرائسـي ... رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي وسِعتُ كِتابَ اللـهِ لَفظـاً وغايـة ً ... وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ ... وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ أناالبحر في أحشائه الدر كامـن ... فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي فيا وَيحَكُم أبلىوتَبلى مَحاسِنــي ... ومنْكمْ وإنْ عَزَّ الدّواءُ أساتِي فـلا تَكِلُونـيللزّمـانِ فإنّنــي ... أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي أرى لرِجـالِ الغَربِعِزّاً ومَنعَـة ً ... وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ أتَوْا أهلَهُـمبـالمُعجِزاتِ تَفَنُّنـاً ... فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ أيُطرِبُكُم منجانِبِ الغَربِ ناعِـبٌ ... يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي ولو تَزْجُرونَالطَّيرَ يوماً عَلِمتُـمُ ... بما تحتَه مِنْ عَثْرَة ٍ وشَتاتِ سقَى اللهُ فيبَطْنِ الجزِيرة ِ أَعْظُماً ... يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي حَفِظْنَوِدادِي في البِلى وحَفِظْتُـه ... لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ وفاخَرْتُأَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ ... حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ أرىكلَّ يومٍ بالجَرائِـدِ مَزْلَقــاً ... مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة ِ وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصـرَ ضَجّـة ً ... فأعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي أَيهجُرنِي قومِي-عفا الله عنهــمُ ... إلى لغة ٍ لمْ تتّصلِ برواة ِ سَرَتْلُوثَة ُ الافْرَنجِ فيها كمَا سَرَى ... لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رُقْعـة ً ... مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِــلٌ ... بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِشَكاتِي فإمّا حَياة ٌ تبعثُ المَيْتَ في البِلـى ... وتُنبِتُ في تلكالرُّمُوسِ رُفاتي وإمّا مَماتٌ لا قيامَــة َ بَعــدَهُ ... مماتٌ لَعَمْــرِيلـمْ يُقَـسْ بممـاتِ | |
|