واشنطن - (د ب أ) - منذ صغرها تخرج الايرانية شيرين ناريمان في مظاهرات. لكنها أرسلت إلى السجن وهي في سن 16 عاما بسبب نشاطها السياسي إلا أنها الآن وبعد أكثر من 20 عاما يمكنها أن تتحدث بحرية وظلت اهتماماتها كما هي تتمثل في إسقاط الحكومة الإيرانية وإقامة ديمقراطية علمانية.
وشاركت ناريمان الجمعة في تجمع صغير أمام البيت الأبيض في واشنطن مع عدد قليل يقدر بالعشرات للاحتجاج على إغلاق مزمع لأحد معسكرات اللاجئين في العراق يضم لاجئين من الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت في الثمانينات من القرن الماضي.
وجاء قرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كانون ثان الماضي والذي أعلن فيه نيته إغلاق معسكر /أشرف /خلال شهرين بمثابة صدمة للإيرانيين الذين يعيشون في المنفى.
وقال ماجد روشان المتحدث باسم لجنة معسكر/ أشرف/ في الولايات المتحدة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية في واشنطن إننا نخشى أن يتم إرسال اللاجئين في المعسكر مرة أخرى إلى إيران حيث سيتعرضون للمحاكمة والإعدام.
وحاول ما يقرب من 35 من المحتجين جذب الانتباه إلى المعسكر الذي يقع على بعد 60 كيلومترا شمال بغداد والذي يضم 3500 إيراني. وهذا المعسكر هو مقر حركة مجاهدي خلق الإيرانية وهي حزب يعارض النظام الإسلامي في إيران ووصفته طهران ودول أخرى بأنه منظمة إرهابية.
وتأسست هذه الحركة عام 1965 وشكلت جناحا عسكريا لها في السنوات الأولى لتأسيسها لكنها تقول أنها تخلت عن العنف في حزيران 2001 وتؤيد الآن الإطاحة بالحكومة الإيرانية الحالية بالاساليب السياسية وتتهمها إيران بالضلوع في اغتيال العديد من المسؤولين الإيرانيين البارزين من بينهم الرئيس ورئيس الوزراء في 1980 .
وهتف المتظاهرون خلال هذا التجمع قائلين حماية معسكر أشرف التزام أميركي ورفعوا لافتات كتب عليها أن المقيمين في المعسكر تحميهم اتفاقية جنيف.
وقالوا أيضا أن الولايات المتحدة وعدت بحماية اللاجئين.
وقال متظاهرون أنه بالرغم من إنشاء المعسكر منذ أكثر من 20 عاما في ظل حكم صدام حسين لإيواء معارضي نظام آية الله الخميني إلا أنه حتى اليوم يحظى بتأييد المعارضين.
وقال اسكندر فيلابي أحد المشاركين في المظاهرة لا يستطيع أحد في إيران أن ينتقد الملالي.
وكان اسكندر مصارعا إيرانيا شهيرا في فترة السبعينات من القرن الماضي وفر من إيران في أوائل الثمانينات بعد مقتل صهره واثنين من أبناء أخيه.
وقال اسكندر إذا كان العالم راضيا عن النظام الإيراني الحالي فإن الشعب في الداخل والخارج سيدفع الثمن لذلك مشيرا إلى برنامج إيران النووي الذي يخشى الغرب أن يتيح الفرصة لإيران للحصول على سلاح نووي فيما تقول إيران أنه مخصص للإغراض السلمية.
ويقول متظاهرون أنه خلال الأشهر الماضية أخبرهم أقارب وأصدقاء في معسكر أشرف أن الظروف متدهورة حيث لاتتوافر إمدادات المياه المياه والغاز بشكل منتظم ولا يحصل المقيمون فيه على أدوية أو بالكاد يحصلون على قدر ضئيل منها ولا يسمح للاجئين بمغادرة المعسكر.
ويربط المحتجون بين هذه الأوضاع وتسليم الولايات المتحدة مسؤولية المعسكر للسلطات العراقية.
ودعا المتظاهرون الحكومة الأميركية إلى زيادة دعمها للمقيمين في معسكر أشرف وعدم سحب القوات التي لاتزال توفر الحماية الامنية للمعسكر. ويثور خلاف حول قضية معسكر اشرف فبينما يقول المحتجون أن المعسكر رمز للديمقراطية فإن العديد من الدول وضعت جماعة مجاهدي خلق على قائمة المنظمات الإرهابية وقبل أقل من شهر شطبها الإتحاد الأوروبي من قائمته التى وضعها للمنظمات الإرهابية.
وتخشي ناريمان أيضا على ابن عمها الذي يقيم في المعسكر وأصدقائها من أيام السجن.
وقالت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أرسلت للسجن لأنني شاركت في العديد من المظاهرات. كان عمري فقط 16 عاما في ذلك الوقت. فما هو حجم الضرر الذي يمكن أن تسببه طالبة عمرها 16 عاما.
وتعرضت ناريمان للتعذيب في السجن وقالت أنها رأت العديد من حالات الإعدام من بينها سيدة تبلغ من العمر 70 عاما وطفل عمره فقط 13 عاما وامرأة حامل.
وأشارت إلى أن الحكومة الإيرانية اليوم عنيفة مثلما كانت منذ 20 عاما وهو حسب قولها ما يؤكد ضرورة وجود المعسكر وعدم إغلاقه. وقالت إن المقيمين في معسكر أشرف كرسوا حياتهم للنضال من أجل الديمقراطية.
وإذا قررت الولايات المتحدة ترك جنود في معسكر أشرف فإن ذلك سينظر له باعتباره استفزازا للحكومة في طهران التي تعارض بشدة أي دعم لجماعة مجاهدي خلق. وقد استنكرت إيران بشدة قرار الإتحاد الأوروبي شطب جماعة مجاهدي خلق من قائمتها للمنظمات الإرهابية.
ورغم ذلك تأمل ناريمان أن يظل المعسكر مفتوحا لإعطاء الشعب أملا في التغيير وقالت أوباما وعد بالتغيير مشيرة إلى الرئيس الأميركي الجديد.
وأضافت نريد التغيير في باقي العالم وفي بلدنا أيضا